شط العرب ، نهر كبير وواسع وطويل يخرج من رحم نهرين عظيمين هما دجلة والفرات ، حيث يلتقي النهران في منطقة القرنة من محافظة البصرة . شط العرب يمتد من القرنة شمال البصرة (75)كلم عن مركز المدينة , ويسير مخترقا المدينة حتى فم الخليج العربي في جنوب البصرة حوالي (100)كلم . كان هذا النهر يسمى سابقا ( دجلة العوراء ) . وفي ظل الحكم العثماني البغيض كانت البصرة ولاية واسعة جدا تمتد من الكوت حتى البحرين والاحساء والقطيف ، وبضمنها منطقة الاحواز التي تقع شرق شط العرب . ولان شط العرب كان غنيا بالمياه العذبة الرقراقة والماء الزلال ، فقد كانت الامارات التي تقع في الخليج العربي مثل الكويت والبحرين ، تجلب الماء بواسطة سفن شراعية كبيرة ومن خلال براميل واسعة حيث يتم نقلها الى تلك الامارات ، وكان هذا يحصل حتى وقت قريب . نحن الآن وبعد التقدم الكبير الحاصل من خلال التكنولوجيا الحديثة ، فان شط العرب تراجع كثيرا واصبح ماؤه غورا ، مما عرض الاشجار والنخيل والمزروعات الاخرى الى خطر الفناء . ان شط العرب قد مرت عليه ظروف صعبة جدا وعاش المحنة من خلال ثلاثة حروب شهدها العراق في ظل النظام
البعثي المقبور ، مما جعل من هذا الشريان الحيوي ، مكبا للسكراب والنفايات والغوارق من السفن التي تعرضت للتدمير من خلال الحرب . كما ان شط العرب هذا النهر العراقي منذ الاف السنين ، يتعرض الآن لموجة من التلوث وتدمير الاحياء المائية فيه من خلال مايتعرض له من القاء الفضلات من المصانع الايرانية والمواد الكيماوية والعوادم وغيرها ، مما جعله نهرا لا يصلح ابدا وهو بحكم الميت اساسا . كما ان هذا النهر قد حصلت حوله العديد من الاتفاقيات التي تحدد التحكم به وبمساره ومسار البواخر والسفن التي تدخله من الخليج العربي . الا ان الجانب الايراني يحاول دائما ان يتنكر لتلك الاتفاقيات ولا يعيرها اهمية وفي ظل حكومات ضعيفة ومواليه لايران ايضا ، مما جعل هذا النهر يسير الى الموت البطيء . ان البصرة لاتعرف الا وشط العرب جزء حيوي منها ، وها هو شط العرب يعيش الاحتضار في ظل الاهمال المتعمد من قبل الحكومات التي توارثت الحكم منذ العام 1921م حتى هذه الساعة ، وما زال اهل البصرة يشكون من هذا الامر ، الا انه لا مجيب لشكاواهم .